أرشيفات الوسوم: مصر

الأزمة اليمنية .. طريقان لا ثالث لهما

في نبأ عاجل أذاعت وكالات الأنباء خبراً مفاده خروج الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي من منزله بصنعاء ووصوله إلى مدينة عدن وذلك على الرغم من وضعه رهن الإقامة الجبرية ومحاصرة منزله بميليشيا جماعة الحوثي المددجة بالأسلحة الثقيلة ،وفي تطور سريع للأحداث صرح الحوثيون للعديد من وكالات الأنباء أن خروج منصور تم من دون علمهم على الرغم من محاصرتهم لمقر إقامته بصنعاء فيما يفتح باب التكهنات حول الطريقة التي خرج بها منصور من منزله بدون أن يراه أو يعترضه أحد مسافة 360 كيلو متر وهي المسافة الواصلة بين مدينتي صنعاء وعدن على الرغم من الإنتشار القوي لميليشيا الحوثيين في صنعاء وإحكام قبضتهم العسكرية عليها!!!!

ليظل السؤال الحائر هل خرج عبد ربه منصور من منزله مستعيناً بطاقية الإخفاء كعبد المنعم إبراهيم في فيلمه الشهير “سر طاقية الإخفاء” ؟؟ ،أم أنه تنكر في زي “بهانة” كمحمد سعد في فيلم كتكوت أثناء هروبه من “البرايصة” ،أم أن عبد ربه 2015 هو هو عبد ربه 1959 في فيلم “إسماعيل ياسين في البوليس السري” والذي قرر الهروب بالسلم “وأخد السلم معاه فوق”.

لا أستطيع الإدعاء أننا أمام “فيلم هندي” فقد تقدم الهنود كثيراً وتأخرنا نحن كما لا يمكنني أن أقارن بين هذا الفيلم الهابط وأفلام السبكي لأن المقارنة قطعاً ظالمة ،ولكن ما أستطيع أن أجزم به أن الجميع في الداخل والخارج بات يرى فى المواطن العربي من السذاجة ما يدفعهم لتصدير تلك السيناريوهات الهابطة إليه.

وبعيداً عن طريقة الخروج “الشيطانية” لهادي من صنعاء فإن الكارثة الحقيقية تكمن في تحول ميادين ثورة 11 فبراير من الهتاف للثورة ومبادئها من عيش وحرية وعدالة إجتماعية إلى الهتاف لشرعية هادي “المصطنعة” التي أضاعت جميع مكتسبات الثورة اليمنية.

عاد عبد ربه منصور من جديد للظهور على الساحة فهلل وبارك الكثيرون تلك الخطوة ظناً منهم أن في عودة هادي لسدة الحكم إنتصاراً وعودة للشرعية المزعومة ، غير أن عودته ما هي إلاعودة عروسة ماريونيت للظهور من جديد على خشبة المسرح.

ولكن هل يكون دور هادي في المرحلة المقبلة هو دور البطولة المطلقة “شكلياً” والتي قد يجسدها لعشرات السنوات المقبلة تحت ذريعة الاستقرار والأمن والأمان وتحجيم دور عصابات الحوثي “ديكورياً” ووقتها لن يعلو أمام هذا الصوت أي صوت آخر يدعو للحرية أو العدالة الإجتماعية أو التداول السلمي للسلطة في اليمن ،أم أن دور هادي الحقيقي سيكمن في تقسيم اليمن نحو يمن “حوثية” ويمن “شرعية” ،وفي كلا السيناريوهين اللذين لا ثالث لهما نجح النظام العالمي في توجيه الضربة القاضية للثورة اليمنية بمشاركة جميع أطياف الشعب اليمني وبمباركة جميع التيارات والحركات السياسية هناك على الرغم من تفاهة السيناريو الذي إنطوى على الجميع والذي لم يعد ينقصه قبل كتابة كلمة النهاية سوى أن يطل علينا الفنان الراحل إسكندر منسي بجملته الشهيرة في فيلم إسماعيل يس في البوليس السري “يا خسارة يا أستاذ منيجي”.

 

 

الأزمة اليمنية .. طريقين لا ثالث لهما

عن الضربة الجوية المصرية لليبيا .. تصدق سلخت قبل ما أدبح

حينما أسترجع ذكريات الماضي تأخذني ذاكرتي حيث مرحلة التعليم الإبتدائي وما تضمنه منهج اللغة العربية من بعض الدروس التي حملت عناوين كـ هيا بنا نلعب وهيا بنا نلعب وهيا بنا نعمل ،ربما لم تعد تلك المناهج مناسبة للأوضاع الحالية ولا المستقبلية في ظل التدني الذي أصاب جميع مناحي الحياة.

متابعة قراءة عن الضربة الجوية المصرية لليبيا .. تصدق سلخت قبل ما أدبح

ممر الموت “شركة مساهمة عسكربوليسية”

أرواح جديدة تصعد إلى بارئها ولكن هذه المرة خارج الحدود وتحديداً في ليبيا على يد تنظيم مجهول النشأة والهوية والإنتماء والتبعية ،جريمة لا تختلف كليةً عن جرائم القتل المنظمة التي تحدث يومياً بحق المواطنين داخل حدود البلاد فالقاتل واحد على مدار أكثر من ستين عاماً أصبح خلالها أرخص ما في البلاد أرواح مواطنيه ،فربما لو عدنا إلى الوراء إسبوعاً واحداً لرأينا رأي العين جريمة مكتملة الأركان من محرض وقاتل ومبرر ومحصن من العقوبة لكل من سبقوا ،جريمة في حق مستقبل هذه البلاد التي أصابها من التخلف والتأخر ما جعلها في مؤخرة الأمم عبر ستة عقود من الزمان تولى إدارتها مجموعة من المنتفعين والعملاء ممن لم يسعوا ولو مرة واحدة للعمل على رفعتها أو الإهتمام بمستقبلها قدر إهتمامهم بتثبيت أركان حكمهم فيها لجني القدر الأكبر من المكاسب.

لم تعد القضية الآن قضية إرهاب أو تطرف قدر ما أصبحت معاداة لكل ما هو حالم ،فلم يسمع العالم قط عبر تاريخه عنا قدر سماعه أخيراً عن فخر الصناعة المصرية في الوصم بالإرهاب ،فهنا يتهم بالإرهاب كل من تظاهر وخرج إلى الشارع في مسيرات تعبير عن الرأي ،يتهم بالإرهاب كل من آمن بالديمقراطية المصنعة أمريكياً ،يتهم بالإرهاب كل من تطرب أذناه لمحمد عبد الوهاب حينما تغنى بنشيد الجهاد ،يتهم بالإرهاب كل من دندن بأغنيات الحرية ولو على سبيل التسلية أثناء الإستحمام وهذا أضعف الإرهاب ،يتهم بالإرهاب كل من صلى أربع ركعات في المسجد أو لم يصليها وإكتفى بالصلاة على النبي عبر ورقة صغيرة يعلقها على الجدران أو زجاج السيارات ، وأخيراً وليس آخراً يتهم بالإرهاب كل من قرر الذهاب إلى ملعب من ملاعب كرة القدم لتشجيع فريقه ،ربما كانت تمثل تلك المباراة لهم الفرح بالعودة إلى المدرجات بعد غياب طويل ولكن أي فرح هذا الذي قد يسمح به تجار الموت ،فكيف يمر يوم عليهم ولم يتذوقوا دماء المصريين التي باتت مستباحة لهم ،شباب لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين وأطفال لم تتخطى سنوات حياتهم الثامنة عشرة فبأي ذنب قتلوا غدراً وخسة ،هل أزعج الطغاة أهازيجهم ؟؟ هل أرق مضاجع عتاة الإجرام أحلامهم ببطولة ؟؟ هل أصبح إدمانهم لرائحة الدماء لا شفاء منه بعد أن فاق إدمان المخدرات ؟؟ هل وهل وهل ويظل السؤال الأكثر أهمية ملقياً بظلاله علينا هل تخطينا مرحلة تطهير الداخلية وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من المطالبة بقطع دابرها ؟؟؟.

إرتقى شهداء مجزرة الدفاع الجوي ،الذين لم يكونوا أول الشهداء ولن يكونوا آخرهم فسماسرة الموت يعملون بهمة ونشاط داخل البلاد وخارجها ولكن عزاؤنا الوحيد أن شهدائنا اليوم في رفقة أفضل من رفقتنا ودار خير من دارنا فدار حق وعدل وسلام ،فيما نظل نحن الأحياء الأموات رهينة بيد نظام دموي فاشي فاشل سيذكرهم التاريخ دائماً بالفشل في إقامة مشاريع تصب في فائدة المواطنين فلا ممر للتنمية أقاموا ولا ممر قناة السويس أفلحوا ،ولن يرتبط ذكرهم تاريخياً سوى بمشروع  ممر الموت “شركة مساهمة عسكربوليسية” كأكبر موردي الأرواح إلى الدار الآخرة فهي الصناعة الوحيدة التي أتقنوها ولن يكتب لهم الإستمرار في الحكم بدونها.

ما بين عمر بن الخطاب وعمر جابرييل باتيستوتا 1400 عام

“اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين” ربما كانت تلك الدعوة التي دعى بها نبي الرحمة ربه بغية نصرة دينه في مهد دعوته وقت أن كانت الدعوة إلى الإسلام لا تزال في طور السرية وللسعي في إجتياز تلك المرحلة دعى سيد الخلق ربه بأن يدعمه بإسلام سيدنا عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام.

متابعة قراءة ما بين عمر بن الخطاب وعمر جابرييل باتيستوتا 1400 عام

حوار صحفي مع أم الأسد

ربما حلم الكثير من الصحفيين بإجراء حوارات صحفية مع رؤساء دول عظمى ،كما راود آخرون الحلم بإجرائهم تلك الحوارات مع رياضيين عالميين أو نجوم مجتمع ،فيما إحتلم الكثيرون أثناء حلمهم إجراء حوارات صحفية مع نجمات إغراء أو مع راقصات من النوع الفتاك ،غير أن ما أصابني من حلم ليلة أمس ربما لا يمكنني نسيانه على الإطلاق ولو مرت السنوات تلو السنوات فقد حلمت بإجراء حوار صحفي مع والدة الرئيس المصري ، كانت مقابلتها رائعة ولا عجب في هذا فقد كنت في ضيافة أم “أم الدنيا” وحتى لا أطيل فى التشويق أترككم مع هذا الحوار الشيق الذي قمت بإجراءه في حلمي مع تلك السيدة الرائعة التي أنجبت لمصر كما يحلو لمحبيه ان يطلقوا عليه “أسد مصر”.

متابعة قراءة حوار صحفي مع أم الأسد

نورت مصر

مصر شمس الحضارة دائمة الإشراق .. مصر الأمن والإستقرار والتجانس بين الأعراق .. مصر ليست كسوريا أو ليبيا أو العراق .. في إطار حملة “نورت مصر” أكتب رسالة إلى صديق لك من دولة أجنبية تدعوه فيها لزيارة مصر واصفاً له إياها حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على عقل ولا قلب بشر .

كان هذا هو السؤال الأول من إمتحان اللغة العربية للمرحلة الثانوية والخاص بالتعبير والذي ما إن قرأه الطالب حتى جال في خاطره نصائح مدرس اللغة العربية والتي كان يعيدها عليهم مراراً وتكراراً: “إكتبوا الى بتشوفوه حواليكم ،إكتبوا من المعلومات الي بتقرأوها من الكتب وبتطالعوها عبر صفحات الجرائد والمجلات المتخصصة ،إطلقوا لخيالكم العنان ،فسؤال التعبير هو السؤال الوحيد ربما في جميع المناهج الدراسية الذي يرتكز على الإبتكار والثقافة والمهارة لا على الحفظ والصم وصولاً إلى تفريغ المعلومات عبر أوراق الإجابة”.

إلتقط الطالب قلمه وشرع في كتابة موضوع التعبير المطلوب مستجمعاً معلوماته والنقاط المضيئة التي تضمن له الحصول على الدرجة الكاملة في سؤال التعبير وخط إجابته كالتالي:

متابعة قراءة نورت مصر

السكر فيه سم قاتل

بعدما لاحظ  المقربون مني أعراض مرض السكر عليَ، قاموا  بنصيحتي بأن أذهب إلى طبيب متخصص في مرض السكر. ربما ما دفعهم إلى هذا إقامتي شبه الدائمة في الحمام وكان إرتباطي بالحمام في تلك الفترة أكثر بكثير من إرتباطي بغرفة نومي الأمر الذي دفعني للتفكير في إبتكار حمام محمول حتى أستطيع اللجوء إليه في كل وقت وأي مكان أثناء وجودي خارج المنزل.

وبعد مماطلات عديدة مني لكرهي الشديد لزيارة الأطباء تكررت نفس الدعوة من أصدقائي بضرورة الذهاب لطبيب متخصص في مرض السكر. بدأ الشك يقتلني بحثاً وراء السبب فى دعوتهم تلك هل هي لشربي كميات كبيرة من الماء وخوفاً منهم من أن أجور على أنصبتهم في مياه النيل؟

متابعة قراءة السكر فيه سم قاتل

قصة حياة بلطجي … مرتضى منصور “بالمستندات”

لا أصلح للترشح لمنصب رئيس الجمهورية فأنا لا أمتلك مؤهلات شغل هذا المنصب وإمكاناتي لا تسمح ،كانت هذه إجابته على سؤال تم توجيهه إليه في أحد البرامج الحوارية الشهيرة إلا أنه بعد سنوات وتحديداً في 2012 قام بسحب إستمارات الترشح لرئاسة الجمهورية غير أن فشله في جمع التوكيلات المطلوبة للترشح دفع اللجنة العليا للإنتخابات لرفض أوراق ترشحه ،مرت الأيام وما إن أعلن عن فتح باب الترشح للإنتخابات الرئاسية  في 2014 حتى قام بإعلان ترشحه مرة أخرى فجاءت إليه التعليمات من الأجهزة الأمنية بالإنسحاب فأعلن إنسحابه عن طيب خاطر … قال إن أصلح من يعتلي كرسي الحكم في البلاد هو جمال مبارك معلناً تأييده لتوريث الحكم في البلاد ،وما إن قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى كال الإتهامات لجمال مبارك متهماً إياه بأنه السبب في خلع والده بسبب سعيه للحكم على الرغم من عدم صلاحيته … إدعى وجود أبناؤه بميدان التحرير في الأيام الأولى من الثورة ،وكان أحد المتهمين الرئيسيين هو ونجله في قتل الثوار في الواقعة التي سميت إعلامياً بموقعة الجمل … أخذ يمدح في الإخوان واصفاً إياهم بشرفاء الوطن ،وما إن تم تنحيتهم عن الحكم صار يدعي أنه كان أول مهاجماً لهم ناعتاً إياهم بالإرهابيين … هاجم رئيس نادي الزمالك السابق ممدوح عباس عقب حادثة إستشهاد عمرو حسين عضو مجموعة أولتراس وايت نايتس برصاص الأمن ،واليوم يعلن عن تسليح أمن النادي بالأسلحة النارية لمواجهة تظاهرات مجموعة الأولتراس بالرصاص الحي.

متابعة قراءة قصة حياة بلطجي … مرتضى منصور “بالمستندات”

تحدي جردل الوحل

ليل نهار تُدَك غزة بقنابل جيش الإِحتلال الصهيوني ،يَبكيها العرب ويرفعون أكُف التضرع والدعاء إلى الله أن ينصر المقاومة كما إِعتادوا أن يفعلوا مُنذ إِحتلال فلسطين في أربعينيات القرن الماضي ،إلا أن هذا العام ظهر نوع جديد من العرب وحتى أكون دقيقاً هو نوع جديد من المصريين الذين يتراقصون مع كل غارة صهيونية ويصفقون مع سقوط الجرحى وإرتقاء الشهداء الفلسطينيين فرحين بإنتصار الصهاينة وهذا على الرغم من أنهم ليسوا من أبناء جِلدتهم ولا هم على نفس ديانتهم إلا أَنهم سلموا آذانهم وأعينهم وعقولهم إلى الإِعلام التابع لمخابرات جيش كامب ديفيد وكانت نتيجة تسليمهم لهذا الإعلام تغييبهم وتغيير معتقداتهم وسحق مبادئهم وإنتماءاتهم فبعد أن قر في وجدانهم وعقولهم على مدار عقود طويلة قول الرسول صلى الله عليه وسلم “مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر” تبدلت المعتقدات وأصبح ما يقر في عقولهم “أن مثل المسلمين كالأجساد المتناحرة إذا إشتكى إحداهم رقص الآخرون طرباً وفرحاً فيما أصاب الجسد الآخر” ،ولم لا يؤثر فيهم هذا الإعلام وهو من أقنعهم بوجود أسلحة نووية في إعتصام رابعة العدوية ،كما أقنعهم بوجود كرة أرضية أسفل أرضها وكذا أقنعهم بتخابر الدمية أبلة فاهيتا وسعيها لإسقاط البلاد وها هو على وشك إقناعهم بأن توم وجيري إخوة وليسوا أعداء وأن عدائهم في مسلسل الكارتون المشهور ما هي إلا خدعة مخابراتية لإسقاط مصر وجيشها. خلاصة القول أنه لا التعاطف مع غزة بالبكاء والدعاء يزيد المقاومة مقدار أنملة ويرفع عن العرب الحرج ،ولا الشماتة والرقص على أصوات القنابل الصهيونية سينتقص من المقاومة شيئاً يذكر ،أما على المستوى الدولي ومع التعاطف المذهل للشعوب الغربية ونجوم العالم في شتى المجالات مع مرضى “التصلب العصبي” من خلال تحدي “جردل الثلج” ربما نجد أنه من الواجب على جميع شعوب هذا الكوكب أن لا تدير وجوهها للقتل والدمار الحاصل بفلسطين فشهداء ترتقي من مختلف الأعمار من الجنسين بلا رحمة ولا شفقة والأجدر بتلك الشعوب وبهؤلاء النجوم أن يتعاطوا مع تلك القضية ولو بتحدي “كنكة الدم” .. أما شعوبنا العربية ونجومنا العرب من محبي التقليد الأعمى فالتعاطف مع الشعب الفلسطيني لا يقل أبداً عن التعاطف مع مرضى التصلب العصبي ،وعلى ما يبدو أن إستمرار تجاهل القتل والدمار في فلسطين وفرحة بعضنا بما يحدث لإخواننا هناك يدعونا جميعاً كعرب أن نتسابق سوياً من أجل شهداء فلسطين ومصابيها في “تحدي جردل الوحل” .

شخابيط قلم ثائر

إلى كل من أشبع آذننا قولاً بأن مصر ليست كغيرها من البلدان وحاول وأد ثورتنا في مهدها تحت دعوى أنه لن تقوم ثورة هنا ،وأن الثورة ليست الوسيلة المثلى للتغيير … إلى كل من حاول كسر إرادتنا بتكرار قولة أن المظاهرات والإعتصامات لن تستطيع إجبار مبارك على التخلي عن حكم البلاد رغماً عن أنفه … إلى كل من بغبغ ليل نهار عبر آلة الإعلام المخابراتية قائلاً إن هذا الشعب لن يصلح معه سوى رئيس عسكري وأن وصول مدني لكرسي الحكم في البلاد هو درب من دروب الخيال … إلى كل من دافع عن العسكر تحت دعاوى حمايتهم للثورة وعدم سعيهم للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد بل وأتهمنا بالعمالة تارة وبالبلطجة تارة أخرى لهتافاتنا في الميادين “يسقط يسقط حكم العسكر” … إلى كل من إعتبر نصحنا له كراهية وحرصنا على عدم ضياع مكتسبات الثورة إندفاع شباب وعدم خبرة وحينما حاولنا مخلصين مساعدته في تصحيح مساره المعوج كان رده الوحيد أن موتوا بغيظكم وكانت أنشودته المفضلة “7 سنين ومكملين” لم يُكتب له منها ولو فيمتو ثانية واحدة .

إلى جميع من سبق ذكرهم: نُسمعكم ولو صُمت آذانكم ،لم تمت الثورة بعد ولن تموت ،ولم ولن يستطيع كائناً من كان أن يطوعها لخدمة رغباته وتطلعاته ،قد نكون قد خسرنا جولة من الجولات إلا أن معركتنا على العيش والحرية والكرامة والتحرر من التبعية لم تنتهي بعد فلن تركع الثورة للبيادة العسكرية ولن تسجد لمن تاجر بالدين ولن تبيع نفسها في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر من أرباب الفساد … إن ثورة الخامس والعشرين من يناير هي أفضل وأطهر وأنقى حدث مر على الدولة المصرية عبر تاريخها الطويل ، أفضل من السبعة آلاف سنة حجارة التي يتشدق بها المفلسون حضارياً .. أفضل من سد عالي عبد الناصر ،ومن إنفتاح السادات ،ومن كباري مبارك ،ومن خرم السيسي.

الثورة نور لن يطفأه فاسد ،فلتنتظروا موجة ثورية جديدة لن تبقي ولن تذر ،موجة ثورية لن تتراقص على نغمات نانسي عجرم “فتطبطب وتدلع” ،موجة ثورية ستستدعي روح الراحل العظيم روبسبير وتجتث رقاب الفسدة دون رحمة أو شفقة ،فقد تبين للثورة الصديق من العدو ،تبين لها من يستحق أن تمد إليه يداها وتدعمه ومن لا يستحق سوى أن تسحقه تحت قدميها .

إن الثورة وعد من الله لعباده المقهورين في الأرض على أيدي شياطين الإنس … إن الثورة دَينٌ في رقاب الأحرار حتى قيام الساعة لمن قدموا أرواحهم فداء للحرية والكرامة … إن الثورة حلم يداعب قلوب وعقول الأحرار ،كابوساً يؤرق مضاجع الطغاة … إن الثورة تقرباً من الإله … فكن ثائراً

كن ثائراً … فإن الأنبياء جميعهم ثوار 

كن ثائراً … مستمسكاً بعروة الأحرار

فالمجد كل المجد لشهيد ثورة أضحى مع الأبرار  

والعار كل العار لعدوها تعسُ لا يملك من أمره قرار

شخابيط قلم ثائر