ما بين عمر بن الخطاب وعمر جابرييل باتيستوتا 1400 عام

“اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين” ربما كانت تلك الدعوة التي دعى بها نبي الرحمة ربه بغية نصرة دينه في مهد دعوته وقت أن كانت الدعوة إلى الإسلام لا تزال في طور السرية وللسعي في إجتياز تلك المرحلة دعى سيد الخلق ربه بأن يدعمه بإسلام سيدنا عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام.

مرت السنوات تلو السنوات ومر التاريخ الإسلامي بالعديد من مراحل التمدد والإنتشار بين مختلف العروق والألوان والجنسيات غير أن الإسلام بات يطرق باب العودة غريباً كما جاء في حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم “ولد الإسلام غريباً وسيعود غريبا”.

وربما كان لمرحلة عودة الغربة الأثر الأكبر في عودة المواطن العربي المسلم المتدين بطبعه لرفع أكفف الدعاء إلى الله بأن “اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين” عمر كانوتيه أو عمر جابرييل باتيستوتا !!!!!

الدعاء لا يثير أي مظهر من مظاهر الإندهاش إلا للقلة القليلة التي لا تزال تؤمن بالمقولة الخالدة “المواطن العربي متدين بطبعه” ،فالحقيقة التي أصبحت لا تحمل أي مجال للشك أن المسلمين تحولوا من إعتناق الإسلام وعبادة الله والدعوة إليه إلى مجرد مشجعي كرة قدم متعصبين فالتهليل والتكبير يصاحب إنضمام لاعب للإسلام وكأن إحرازه للأهداف وترقيصاته للاعبي الخصوم ستصب بالإيجاب في صالح الإسلام وكأن تشجيعهم لهذا اللاعب المسلم سيضاف في ميزان حسناتهم.

أيضاً لا ينكر أي مزايد أن من آفة مجتمعاتنا العربية أن الدنيا تقوم ولا تقعد لمجرد إرتداء راقصة أو ممثلة للحجاب أو خلعها له والأرشيف مليء بالعديد والعديد من هذه الأمثلة وربما الأكثرها شهرة أخبار إرتداء وخلع الممثلة عبير صبري للحجاب ويبقى السؤال الذي ينبغي أن يوجهه كل منا إلى نفسه هل هزة وسط عبير صبري بالحجاب ستكون نصرة للإسلام وستصب في ميزان حسناتها وميزان حسنات كل من يشاهدها عن هزة وسطها بدونه !!!!! وتحول المسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” إلى متدين بطبعه في وسائل الإعلام وخانة في بطاقة الهوية ولا يعرف الله إلا عند قسم يميناً يحنثه وكل علاقته بالقرآن وجوده في تابلوه السيارة ولا يتحدث عن سيد الخلق إلا عند وجود ملصقات “هل صليت على النبي اليوم” أو عند وجود حادثة كحادثة شارلي إبدو الأخيرة أو فيلماً مسيئاً يتسابقون على تداوله لرؤية هذه الإساءة.

 

 

 

ما بين عمر بن الخطاب وعمر جابرييل باتيستوتا 1400 عام

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *