أرشيفات الوسوم: مجتمع

نورت مصر

مصر شمس الحضارة دائمة الإشراق .. مصر الأمن والإستقرار والتجانس بين الأعراق .. مصر ليست كسوريا أو ليبيا أو العراق .. في إطار حملة “نورت مصر” أكتب رسالة إلى صديق لك من دولة أجنبية تدعوه فيها لزيارة مصر واصفاً له إياها حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على عقل ولا قلب بشر .

كان هذا هو السؤال الأول من إمتحان اللغة العربية للمرحلة الثانوية والخاص بالتعبير والذي ما إن قرأه الطالب حتى جال في خاطره نصائح مدرس اللغة العربية والتي كان يعيدها عليهم مراراً وتكراراً: “إكتبوا الى بتشوفوه حواليكم ،إكتبوا من المعلومات الي بتقرأوها من الكتب وبتطالعوها عبر صفحات الجرائد والمجلات المتخصصة ،إطلقوا لخيالكم العنان ،فسؤال التعبير هو السؤال الوحيد ربما في جميع المناهج الدراسية الذي يرتكز على الإبتكار والثقافة والمهارة لا على الحفظ والصم وصولاً إلى تفريغ المعلومات عبر أوراق الإجابة”.

إلتقط الطالب قلمه وشرع في كتابة موضوع التعبير المطلوب مستجمعاً معلوماته والنقاط المضيئة التي تضمن له الحصول على الدرجة الكاملة في سؤال التعبير وخط إجابته كالتالي:

متابعة قراءة نورت مصر

منطقة متحرشين .. ممنوع الإقتراب أو التصوير أو الإنتظار


  من الظواهر السيئة التى لاحت فى أفق مجتمعنا المصري فى الفترة الأخيرة ظاهرة التحرش الجنسي ،تلك الظاهرة التى أخذت فى الإزدياد والتطور والتنظيم حتى صارت كالوحش الذي أوشك أن يقضي على ثنايا المباديء والقيم والأخلاق فى مجتمع إتسم بالتدين ،فلم يعد التحرش الجنسي عمل فردي يتخفى فاعله خوفاً من إفتضاح أمره كما كان فى الماضي وأصبح الآن فعلاً جماعياً يستطيع أن يراه الجميع رؤيا العين فى الميادين وأمام دور السينما وفي الملاعب الرياضية كما طال التظاهرات السياسية بل والأعياد الدينية أيضاً . وقد يصيبك الذهول إذا ما علمت أن تكتيك التحرش الجماعي قد تطور بشكل فاق بكثير تطور أسلوب لعب كرة القدم من 5/3/2 إلى 4/4/2 ،فعلى سبيل المثال لا الحصر أتذكر خروجي ومجموعة من الأصدقاء للتنزه بوسط العاصمة فى عيد الأضحى الماضي ولم تكن الساعة قد تجاوزت بعد الواحدة ظهراً ،كانت منطقة وسط البلد بشكل عام غير مزدحمة وكان التواجد الشرطي فى المنطقة لا بأس به ، سرعان ما لفت إنتباهي أصوات صافرات كتلك التي يستخدمها الرياضيين ،كانت أصوات الصافرات متباعدة ومتقطعة ولم أعيرها إهتماماً ولم اسأل عن ماهيتها إلا بعد أن بدأت تزداد وتقترب رويداً رويداً حتى فاجأني أحد الباعة الجائلين المنتشرين فى المكان بالإجابة على تساؤلي بأن هذه الصافرات تستخدمها مجموعات الشباب من المتحرشين كي تدل باقى المجموعات الأخرى من الشباب المنتشرين فى جنبات الميدان لوجود فتيات فى المكان ليتجهوا إليها ويتحرشون بهن ،حاولت تنبيه بعض رجال الشرطة لما يحدث إلا أن ما أصابني بالذهول هو إكتفاء رجال الشرطة بدور المشاهد وعدم التدخل لوقف تلك الجريمة الوحشية معللين موقفهم السلبي بأن الأمر خارج حدود السيطرة مما أثبت لي وبشكل قاطع فشل الحلول الأمنية في مواجهة هذه الظاهرة التى تغولت وأصبحت أكثر تنظيماً مثل عمليات الصيد والقنص التى عرفها الإنسان فى العصر الحجري القديم. عدت إلي بيتي يعتصرني الألم مما رأيت وظل سؤالاً واحداً يجول فى خاطري ولا أجد له إجابة حتى الآن ،هل ستتجه الدولة للتعامل مع هذه الظاهرة من منظور ديني وأخلاقي وثقافي ونفسي وإجتماعي وتشريعي حتى تستطيع تفكيك نسيجه والقضاء عليه بشكل جذري ،أم ستكتفي بالحلول الأمنية التي تتخذها منذ سنوات طويلة وثبت بالدليل القاطع فشلها التام فى القضاء على تلك الظاهرة أو حتى قدرتها على مواجهتها منذ بدايتها حتى صارت الآن كالمهرجانات الفنية التى تجتذب إليها الآلاف من المشاركين فى فعالياتها بصفة دورية ؟؟!! وتمر الأيام تلو الأيام والأحداث تلو الأحداث ويظل السؤال بلا إجابة ،بل وتتسع دائرة التحرش الجماعي ويزداد تعداد ضحاياه واحدة تلو الأخرى ويتفنن المتحرشون في إبتداع أساليب وطرق جديدة للفوز بالفرائس ،ولن أكون مبالغاً إذا قلت أنني لن أصاب بالذهول إذا ما إتخذ المتحرشون قراراً بإستخراج بطاقة هوية لكل متحرش ،أو قاموا بإستصدار دعوات موسمية وتذاكر حضور حفلات التحرش الجماعي وتزويد مناطق التحرش بالخدمات التى تساعد المتحرش على إخراج كامل طاقاته ،فإذا ما وصلنا إلى هذه المرحلة ستكتفي الدولة حينئذ بوضع علامات إرشادية للسيدات عند مداخل الميادين التي يقع فيها التحرشات الجماعية مكتوب عليها “إحترسي منطقة متحرشين ،ممنوع الإقتراب أو التصوير أو الإنتظار” .