حوار صحفي مع أم الأسد

ربما حلم الكثير من الصحفيين بإجراء حوارات صحفية مع رؤساء دول عظمى ،كما راود آخرون الحلم بإجرائهم تلك الحوارات مع رياضيين عالميين أو نجوم مجتمع ،فيما إحتلم الكثيرون أثناء حلمهم إجراء حوارات صحفية مع نجمات إغراء أو مع راقصات من النوع الفتاك ،غير أن ما أصابني من حلم ليلة أمس ربما لا يمكنني نسيانه على الإطلاق ولو مرت السنوات تلو السنوات فقد حلمت بإجراء حوار صحفي مع والدة الرئيس المصري ، كانت مقابلتها رائعة ولا عجب في هذا فقد كنت في ضيافة أم “أم الدنيا” وحتى لا أطيل فى التشويق أترككم مع هذا الحوار الشيق الذي قمت بإجراءه في حلمي مع تلك السيدة الرائعة التي أنجبت لمصر كما يحلو لمحبيه ان يطلقوا عليه “أسد مصر”.

هناك أشخاص تسعى ورائهم كاميرات التلفاز وتتبع خطواتهم أقلام الصحفيين كالفنانيين ولاعبوا الكرة والشخصيات العامة ،كما يوجد أشخاص لا تكتفي الكاميرات والأقلام تتبع خطاهم فحسب بل تسعى لتتبع خطوات كل من هم على مقربة منهم كما هو حال الشخصيات التاريخية والمؤثرة واليوم نلتقى إحداها إذ يسعدنا أن نلتقى مع شخصية عظيمة هي أم لشخص أعظم وثق فيه الشعب المصري وولاه أمره ليصبح رابع رئيس مصري مدني ذو خلفية عسكرية ،ولأن “الأسد” ملك الغابة فقد أطلقوا عليه “أسد مصر” وعرفاناً مننا بما قام به ملك الغابة للبلاد وجب علينا أن نستقبل صاحبة الرحم المقدس الذي حمله خمسة أشهر التي تحتضن جميع أسود الغابة بدون كبر أو ممانعة أو كما يطلق عليها “ملكة الغابة”.

س: في البداية هل لكي أن تحدثينا قليلاً عن طفولة السيد الرئيس وعلامات نبوغه المبكرة  ؟

ج: كان طفلاً ذكياً للغاية غير أن سوء التوفيق كان ملازماً له دائماً خاصة في المراحل الدراسية ،وكنا ندفعه دفعاً نحو الدروس الخصوصية على عكس رغبته وكان دائماً ما ينال الإطراء من معلميه وكانوا يبشرون والده بأنه سيكون من المتفوقين إلا أن سوء حظ غريب كان يصادفه في الإمتحانات وكانت نتائجه سيئة للغاية على عكس المتوقع.

س: هل لحب والده للمؤسسة العسكرية دخل في دفعه للتقديم فى الثانوية العسكرية ؟

ج: بالطبع كان حب والده للمؤسسة العسكرية سبب من أسباب إلتحاقه بالثانوية العسكرية ،بالإضافة لأسباب أخرى مثل مجموعه الضعيف في المرحلة الإعدادية ،وحبه وولعه الشديدين لدور الفنان يحيى الفخراني في فيلم إعدام ميت.

س: كيف إستقبلتي خبر توليه لمنصب وزير الدفاع في عام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي لمصر ؟

ج: كنت في قمة سعادتي ولم أكن أتوقعها فجميع الترقيات السابقة كانت في عهد الرئيس مبارك وتوقعت أن يتم تنحيته عن العمل فى فترة حكم مرسي خاصة انه كان مدير مخابرات مبارك كما يطلق البعض إلا أنني بعد تنصيبه وزيراً للدفاع سألته كيف حدث هذا فأشار إلي مسبحة وسجادة صلاة قام بشرائهما بجنيهات معدودة وحينما رآهما مرسي قرر تنصيبه وزيراً على الفور.

س: أشار الرئيس في خطابه إلى سوء السلوك الذي أصاب المجتمع فهل تغيرت الأخلاق بتغير الزمن ؟

ج: بالفعل تغيرت معايير الأخلاق كثيراً إلى الأسوأ ،فقد أصبح السباب هو ديدن الجميع بدون حياء وتغيرت ألفاظ الشتائم لتقترن بأنواع محددة من الحيوانات ،اليوم الشتائم ترتبط دائماً بأنثى الأسد وكأنها سبة مع العلم أن أم وزوجة الأسد تتعبان كثيراً في سبيل رعايته ،أيضاً من الحيوانات التي ظلمت كثيراً في السباب الكلاب والقرود والخنازير مع العلم أننا قديماً لم نكن نفرق بين الحيوانات وبعضها البعض في الشتائم ،فحينما كان الرئيس صغيراً وكان يخطىء كنت عادة ما أقرن شتائمه بالنعاج وحينما كان يخرجني عن شعوري كنت أصرخ في وجهه “يا إبن الـ 100 ناقة” فلم نكن أبداً عنصريين في شتائمنا ولم نخدش الحياء العام مرة واحدة.

س: أخيراً وحتى لا أطيل عليك سيدتي قال الرئيس في إحدى لقاءاته بالإعلاميين المصريين “لما كنت صغير وحد بيضربني كنت بقوله بكرة لما أكبر هضربك” هل تتذكرين هذه الواقعة ؟

ج: فعلاً دي حادثة قديمة جداً كان في سن 18 سنة وهو في الشارع بيعاكس بنت إلتف حواليه عشر شباب وضربوه جامد ولما رجع البيت وشوفته قالي والدموع تملأ خديه كلمة واحدة يا أمي بقولهالك وإفتكريها كويس لما أكبر “هضرب العشرة” بكل قوة.

س: وهل ضرب العشرة بالفعل بعدما كبر ؟

ج: للأسف لعيب خلقي فشل تماماً في “ضرب العشرة” وده مسبب له مشكلة نفسية بيعاني منها حتى اللحظة.

وفي الختام لا يسعنا سوى أن نوجه الشكر لكم على سعة صدركم على أمل اللقاء مجدداً في حوارات صحفية أخرى.

 

 

 

 

“حوار صحفي مع أم الأسد “

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *