أرشيفات الوسوم: حكم العسكر

رب كوب شاي يعكس الذوق العام للمجتمع

ثماني سنوات كاملة مرت على زيارتي الخاطفة للجماهيرية الليبية العربية الشعبية الإشتراكية “سابقاً” دولة ليبيا “حالياً” والتي يعبر كثيراً إسمها الأول عن العقلية الفذة التي كانت تحكمها قبيل ثورة 17 فبراير المباركة.

متابعة قراءة رب كوب شاي يعكس الذوق العام للمجتمع

التسول بين الواقع والخيال

لم يقطع صفو الجلسة الإسبوعية التي تجمعني مع الأصدقاء على أحد المقاهي سوى طلتها على المقهى وتنقلها كالباليرينا بين “المناضد” طالبة المساعدة المالية وسط نظرات مليئة بحسرة البعض وأخرى يملؤها الطمع في “أنوثتها المبكرة” وبين هذا وذاك يظل الدافع وراء لجوئها إلى التسول دافع لا يعلمه إلا الله.

فتاة في العشيرينيات من العمر لا يبدو عليها التمرس في مهنة التسول مقبولة المظهر الخارجي في مشهد يفوق بكثير ما تخيله المؤلف الراحل سمير عبد العظيم في فيلمه “المتسول” عندما نجح “خليل الغبي” في إستقطاب “حسنين البرطوشي” حيث وكر المعلم “سيد هاموش” وحينما هم بقطع قدمه ليصبح أكثر ملائمة مع مهنة التسول فأوقفه “الدكتور جمعة” بعد فحص وتمحيص لـ “حسنين البرطوشي” صارخاً (ده تعملوا له 2112 – نظام إرحموا “إرحموا عزيز قوم ذل”) ثم إستدار إلى حسنين قائلاً: “واقف على الناصية برنس واقف بشموخ راسك فوق زي البرنسات ومادد إيدك – وثق هتسمع كل الناس وتشوفهم بعينيك حواليك بيعيطوا ويقولوا ده ابن ناس ده من عيلة ده متأصل وبدل ما يدولك (شلن) هيدولك عشرة”.

كانت القصة التي كتبت في ثمانينيات القرن الماضي تلقي بظلالها على المشهد الذي شاهدناه حياً في سينما الواقع وتحولت أغلب أحاديث مرتادي المقهى والمقاهي المجاورة له للحديث عن الفتاة ،فكم القهر والحزن والأسى كبير ولا يتحمله بشر اللهم إلا هنا في المحروسة التي إعتاد أهلها على التحمل والتعايش مع كل ما في الواقع من قبح.

وبعيداً عن الدوافع التي وقفت وراء سلوك الفتاة التي إمتلئت عيناها بالإنكسار فإن الجاني معروف للجميع غير أن المجني عليهم يهابون مجرد إتهامه ومحاسبته عما إقترف ويقترف وسوف يقترف من آثام بحق هذه البلاد وشعبها المغلوب على أمره ،فإن سألوك عن العدل في بلادنا فلا تخجل أن تخبرهم أنه هاجر بغير رجعة بعد أن وقع فريسة للإغتصاب على مدار ثلاثة وستون عاماً متواصلة بلا هوادة ،وإن كان الخيال قد جاء لنا بــ “خليل الغبي” الذي يعيش بالتسول على حساب العشرات من البؤساء فإن الواقع قد أتى إلينا بحفيد “خليل الغبي” الذي بات يحيا بالتسول على حساب الملايين من أصحاب الحظ التعس.

 

التسول بين الواقع والخيال

قصة ثلاثة وستون عاماً حكم فيها الجيش مصر

إبان إنقلاب يوليو 1952 كانت محاولات قادة الإنقلاب الحثيثة لتثبيت أركان حكمهم الوليد ،وعلى مدار العشر سنوات التالية لإنقلابهم إستخداموا العديد من الوسائل ففتحت المعتقلات للآلاف وقتل آلاف آخرون كما قاموا بصياغة مسرحيات عدة كمحاولة إغتيال عبد الناصر في المنشية والتي كان الهدف من ورائها هو تحويل قائد الإنقلاب آنذاك من مجرد العسكري محدود الفكر الغير صالح لممارسة السياسة إلى أيقونة ورمز يشار إليه بالبنان ،أو مسرحية حريق القاهرة والتي كان الهدف منها الخلاص من جماعة الإخوان المسلمين وهم من كانوا شركاء العسكر في إنقلابهم.

متابعة قراءة قصة ثلاثة وستون عاماً حكم فيها الجيش مصر

حوار صحفي مع أم الأسد

ربما حلم الكثير من الصحفيين بإجراء حوارات صحفية مع رؤساء دول عظمى ،كما راود آخرون الحلم بإجرائهم تلك الحوارات مع رياضيين عالميين أو نجوم مجتمع ،فيما إحتلم الكثيرون أثناء حلمهم إجراء حوارات صحفية مع نجمات إغراء أو مع راقصات من النوع الفتاك ،غير أن ما أصابني من حلم ليلة أمس ربما لا يمكنني نسيانه على الإطلاق ولو مرت السنوات تلو السنوات فقد حلمت بإجراء حوار صحفي مع والدة الرئيس المصري ، كانت مقابلتها رائعة ولا عجب في هذا فقد كنت في ضيافة أم “أم الدنيا” وحتى لا أطيل فى التشويق أترككم مع هذا الحوار الشيق الذي قمت بإجراءه في حلمي مع تلك السيدة الرائعة التي أنجبت لمصر كما يحلو لمحبيه ان يطلقوا عليه “أسد مصر”.

متابعة قراءة حوار صحفي مع أم الأسد

نورت مصر

مصر شمس الحضارة دائمة الإشراق .. مصر الأمن والإستقرار والتجانس بين الأعراق .. مصر ليست كسوريا أو ليبيا أو العراق .. في إطار حملة “نورت مصر” أكتب رسالة إلى صديق لك من دولة أجنبية تدعوه فيها لزيارة مصر واصفاً له إياها حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على عقل ولا قلب بشر .

كان هذا هو السؤال الأول من إمتحان اللغة العربية للمرحلة الثانوية والخاص بالتعبير والذي ما إن قرأه الطالب حتى جال في خاطره نصائح مدرس اللغة العربية والتي كان يعيدها عليهم مراراً وتكراراً: “إكتبوا الى بتشوفوه حواليكم ،إكتبوا من المعلومات الي بتقرأوها من الكتب وبتطالعوها عبر صفحات الجرائد والمجلات المتخصصة ،إطلقوا لخيالكم العنان ،فسؤال التعبير هو السؤال الوحيد ربما في جميع المناهج الدراسية الذي يرتكز على الإبتكار والثقافة والمهارة لا على الحفظ والصم وصولاً إلى تفريغ المعلومات عبر أوراق الإجابة”.

إلتقط الطالب قلمه وشرع في كتابة موضوع التعبير المطلوب مستجمعاً معلوماته والنقاط المضيئة التي تضمن له الحصول على الدرجة الكاملة في سؤال التعبير وخط إجابته كالتالي:

متابعة قراءة نورت مصر

شخابيط قلم ثائر

إلى كل من أشبع آذننا قولاً بأن مصر ليست كغيرها من البلدان وحاول وأد ثورتنا في مهدها تحت دعوى أنه لن تقوم ثورة هنا ،وأن الثورة ليست الوسيلة المثلى للتغيير … إلى كل من حاول كسر إرادتنا بتكرار قولة أن المظاهرات والإعتصامات لن تستطيع إجبار مبارك على التخلي عن حكم البلاد رغماً عن أنفه … إلى كل من بغبغ ليل نهار عبر آلة الإعلام المخابراتية قائلاً إن هذا الشعب لن يصلح معه سوى رئيس عسكري وأن وصول مدني لكرسي الحكم في البلاد هو درب من دروب الخيال … إلى كل من دافع عن العسكر تحت دعاوى حمايتهم للثورة وعدم سعيهم للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد بل وأتهمنا بالعمالة تارة وبالبلطجة تارة أخرى لهتافاتنا في الميادين “يسقط يسقط حكم العسكر” … إلى كل من إعتبر نصحنا له كراهية وحرصنا على عدم ضياع مكتسبات الثورة إندفاع شباب وعدم خبرة وحينما حاولنا مخلصين مساعدته في تصحيح مساره المعوج كان رده الوحيد أن موتوا بغيظكم وكانت أنشودته المفضلة “7 سنين ومكملين” لم يُكتب له منها ولو فيمتو ثانية واحدة .

إلى جميع من سبق ذكرهم: نُسمعكم ولو صُمت آذانكم ،لم تمت الثورة بعد ولن تموت ،ولم ولن يستطيع كائناً من كان أن يطوعها لخدمة رغباته وتطلعاته ،قد نكون قد خسرنا جولة من الجولات إلا أن معركتنا على العيش والحرية والكرامة والتحرر من التبعية لم تنتهي بعد فلن تركع الثورة للبيادة العسكرية ولن تسجد لمن تاجر بالدين ولن تبيع نفسها في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر من أرباب الفساد … إن ثورة الخامس والعشرين من يناير هي أفضل وأطهر وأنقى حدث مر على الدولة المصرية عبر تاريخها الطويل ، أفضل من السبعة آلاف سنة حجارة التي يتشدق بها المفلسون حضارياً .. أفضل من سد عالي عبد الناصر ،ومن إنفتاح السادات ،ومن كباري مبارك ،ومن خرم السيسي.

الثورة نور لن يطفأه فاسد ،فلتنتظروا موجة ثورية جديدة لن تبقي ولن تذر ،موجة ثورية لن تتراقص على نغمات نانسي عجرم “فتطبطب وتدلع” ،موجة ثورية ستستدعي روح الراحل العظيم روبسبير وتجتث رقاب الفسدة دون رحمة أو شفقة ،فقد تبين للثورة الصديق من العدو ،تبين لها من يستحق أن تمد إليه يداها وتدعمه ومن لا يستحق سوى أن تسحقه تحت قدميها .

إن الثورة وعد من الله لعباده المقهورين في الأرض على أيدي شياطين الإنس … إن الثورة دَينٌ في رقاب الأحرار حتى قيام الساعة لمن قدموا أرواحهم فداء للحرية والكرامة … إن الثورة حلم يداعب قلوب وعقول الأحرار ،كابوساً يؤرق مضاجع الطغاة … إن الثورة تقرباً من الإله … فكن ثائراً

كن ثائراً … فإن الأنبياء جميعهم ثوار 

كن ثائراً … مستمسكاً بعروة الأحرار

فالمجد كل المجد لشهيد ثورة أضحى مع الأبرار  

والعار كل العار لعدوها تعسُ لا يملك من أمره قرار

شخابيط قلم ثائر