قصة حياة بلطجي … مرتضى منصور “بالمستندات”

لا أصلح للترشح لمنصب رئيس الجمهورية فأنا لا أمتلك مؤهلات شغل هذا المنصب وإمكاناتي لا تسمح ،كانت هذه إجابته على سؤال تم توجيهه إليه في أحد البرامج الحوارية الشهيرة إلا أنه بعد سنوات وتحديداً في 2012 قام بسحب إستمارات الترشح لرئاسة الجمهورية غير أن فشله في جمع التوكيلات المطلوبة للترشح دفع اللجنة العليا للإنتخابات لرفض أوراق ترشحه ،مرت الأيام وما إن أعلن عن فتح باب الترشح للإنتخابات الرئاسية  في 2014 حتى قام بإعلان ترشحه مرة أخرى فجاءت إليه التعليمات من الأجهزة الأمنية بالإنسحاب فأعلن إنسحابه عن طيب خاطر … قال إن أصلح من يعتلي كرسي الحكم في البلاد هو جمال مبارك معلناً تأييده لتوريث الحكم في البلاد ،وما إن قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير حتى كال الإتهامات لجمال مبارك متهماً إياه بأنه السبب في خلع والده بسبب سعيه للحكم على الرغم من عدم صلاحيته … إدعى وجود أبناؤه بميدان التحرير في الأيام الأولى من الثورة ،وكان أحد المتهمين الرئيسيين هو ونجله في قتل الثوار في الواقعة التي سميت إعلامياً بموقعة الجمل … أخذ يمدح في الإخوان واصفاً إياهم بشرفاء الوطن ،وما إن تم تنحيتهم عن الحكم صار يدعي أنه كان أول مهاجماً لهم ناعتاً إياهم بالإرهابيين … هاجم رئيس نادي الزمالك السابق ممدوح عباس عقب حادثة إستشهاد عمرو حسين عضو مجموعة أولتراس وايت نايتس برصاص الأمن ،واليوم يعلن عن تسليح أمن النادي بالأسلحة النارية لمواجهة تظاهرات مجموعة الأولتراس بالرصاص الحي.

ربما سيصيبك الذهول حينما تعلم أن صاحب جميع تلك الأفعال المتضادة شخص واحد ،شخص يراه كل فرد من منظور يختلف إختلافاً كلياً عن الآخر فالبعض يسميه بإسمه مع تبديل حرف الضاد بالشين إستناداً إلى واقعة شهيرة وقعت في الثمانينيات حينما أوقع القدر أوراق القضية الشهيرة التي أقامتها نقابة المحامين المصرية ضد الفنان عادل إمام بخصوص فيلم الأفوكاتو وعندها أجرى القاضي الجالس على منصة العدالة إتصالاته بالفنان عادل إمام طالباً منه مبلغاً مالياً كبيراً مقابل أن يحكم ببراءته في القضية المنظورة أمامه ما دفع عادل إمام لشكواه في وزارة العدل وتحرير محضر بالواقعة فتم فصله بقرار من مجلس القضاء الأعلى على عكس ما يروج من إدعاءه بالإستقالة من على منصة القضاء.. فيما أطلق البعض الآخر إسم مرتخي إستناداً إلى ما صاحب قضية سجنه في إهانة القضاء متمثلاً في السيد نوفل رئيس مجلس الدولة وما تبعه من تسريبات عن يومياته في مزرعة طرة والتي سربها صديقه الإعلامي أحمد شوبير عن علاقاته بالصول زكريا والذي كرمه شوبير بإعتباره رمزاً للفحولة.

إنه مرتضى أحمد منصور القاضي السابق في إحدى دول العالم ما بعد الثالث ممن سقطت سهواً من كتب التاريخ والجغرافيا بل ومن كتب الأحياء أيضاً ،رجل إشتهر بعداؤه لذباب وجه فإذا ما لم ذباباً يعاركه إتجه سريعاً نحو المرآة الكبيرة التي وضعتها زوجته “حتى لا يتفرغ لمشاكستها” في غرفة نومهما ليجد فيها ضالته في العراك مع إنعاكس وجهه الموجود فى المرآة ،شخصية مرتضى مثيرة للجدل فالرجل الذي يرفع شعار القيم والمبادىء والذي إتجه للعمل بالمحاماة بعد فصله من القضاء ذاع صيته وشهرته فى الدفاععن الراقصات وتجار المخدرات ،وخصوصاً فى القضية الشهيرة التى ضبط فيها لاعب كرة قدم وراقصة شهيرة بممارسة الزنا وتم القبض عليهما غير أن المحامى مرتضى منصور إستطاع أن يجد ثغرات فى القضية وتمكن من الحصول على البراءة للراقصة ولللاعب فتوطدت علاقة مرتضى بالراقصة وظل وكيلاً لها إلى أن حدث بينهما صداماً عنيفاً عندما قام ثرى عربى بإهداء فيلا للراقصة على مساحة 400 متر بشارع أحمد عرابى بالمهندسين فقام مرتضى بإستغلال توكيلات موكلته المحررة بإسمه وإستولى على الفيلا ولم تستطع الراقصة أن تقاضيه لأن الفيلا كانت ثمناً لليلة حمراء قضتها برفقة الثرى العربى ،وإتخذ مرتضى من الفيلا مقراً لسكنه حتى قام بهدمها منذ أعوام قليلة وأنشأ بدلاً منها برج سكنى.

الحديث يطول ويطول عن قيم ومبادىء وأخلاق رجل إتخذ من شعار ضد الفساد حيلة للعب على وتر العاطفة الكامنة بداخل أهل قريته بشالوش ولكن السطور لن تكفي والكلمات لن تفي في تسطير تاريخ رجل يتخذ من زهرة عباد الشمس مثلاً أعلى فيدور مثلها في إتجاه أي صاحب سلطة أو مال ليركع ويسجد له آناء الليل وأطراف النهار ،رجل يتمنى أن يكون تابعاً لكل رئيس مهما كانت توجهاته ،رجل يتمنى أن يكون محامياً عن كل رجل أعمل يسلك مسلك غير شريف ،رجل كل أحلامه أن يكون صول لوزير الداخلية كالصول زكريا.

ولندع التاريخ يتحدث قليلاً عن مرتضى منصور في مجموعة من يوميات مرتضى في السجن بفعل البلطجة والفساد

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *