نورت مصر

مصر شمس الحضارة دائمة الإشراق .. مصر الأمن والإستقرار والتجانس بين الأعراق .. مصر ليست كسوريا أو ليبيا أو العراق .. في إطار حملة “نورت مصر” أكتب رسالة إلى صديق لك من دولة أجنبية تدعوه فيها لزيارة مصر واصفاً له إياها حيث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على عقل ولا قلب بشر .

كان هذا هو السؤال الأول من إمتحان اللغة العربية للمرحلة الثانوية والخاص بالتعبير والذي ما إن قرأه الطالب حتى جال في خاطره نصائح مدرس اللغة العربية والتي كان يعيدها عليهم مراراً وتكراراً: “إكتبوا الى بتشوفوه حواليكم ،إكتبوا من المعلومات الي بتقرأوها من الكتب وبتطالعوها عبر صفحات الجرائد والمجلات المتخصصة ،إطلقوا لخيالكم العنان ،فسؤال التعبير هو السؤال الوحيد ربما في جميع المناهج الدراسية الذي يرتكز على الإبتكار والثقافة والمهارة لا على الحفظ والصم وصولاً إلى تفريغ المعلومات عبر أوراق الإجابة”.

إلتقط الطالب قلمه وشرع في كتابة موضوع التعبير المطلوب مستجمعاً معلوماته والنقاط المضيئة التي تضمن له الحصول على الدرجة الكاملة في سؤال التعبير وخط إجابته كالتالي:

صديقي العزيز/  …………………………

تحية طيبة وبعد ،

لم تشأ الظروف أن نتواصل سوياً منذ فترة طويلة لإنشغالي بالدراسة ، وأود أن أخبرك كم أنني أتمنى أن أراك قريباً في مصر والتي قال عنها سيادة الرئيس الزعيم المشير الفريق أول عبد الفتاح السيسي أنها أم الدنيا وستبقى “قد الدنيا”.

صديقي العزيز حينما تأتي لزيارة مصر سوف ترى ما لم تراه عيناك من قبل ،أعلم أنك متلهف لرؤية صافيناز “رائدة فن الرقص بالصدر الأولى في الشرق الأوسط” إلا أنني أود إخبارك أن المجلس القومي للمرأة قد نجح أخيراً في تعميم التجربة الصافينازية وإستثمار الأعراس الإنتخابية المتكررة في إثقال مواهب الرقص والهز لنسبة تخطت الــ 30% من سيدات مصر،كما سوف تستمع لما لم تسمعه أذناك من قبل وقطعاً لا أحدثك هنا عن أوكا وأورتيجا فقد نجحنا في تطوير التجربة وسار جميع أبناء الجيل الصاعد على خطاهما وأصبح في كل بيت مصري مطرب من مطربي “المهرجانات” ولكل منهم جماهيره العريضة في التكاتك “التكتك هذا إختراع أمدتنا به وبغزارة دولة الصين الشعبية الشقيقة وهو عبارة عن كائن مهجن بين موتوسيكل دكر وبقايا سيارة نتاية”.

عزيزي أريد أن أخبرك أنك يقيناً حينما ستأتي سوف تنبهر بما تراه ، فإن كنت من محبي المحميات الطبيعية فما مصر إلا محمية طبيعية كبيرة إذ تمتليء شوراعها بالعديد من الحيوانات بعضها قد قارب على الإنقراض من معظم دول العالم كالعرسة إضافة إلى القطط والفئران والكلاب والحمير أما إذا طاقت نفسك لرؤية السيسي فيؤسفني إخبارك بأنه قد تم تحديد أماكن وجوده بالقصور الرئاسية ولن تستطيع رؤيته إلا عبر نشرات الأخبار ،وإن كنت من هواة سياحة الشواطيء فيسعدني أن أبشرك بالجهد الجبار المبذول من مرفق الصرف الصحي والذي نجح في تحويل جميع شوارع مصر إلى فينيسيا الشرق حتى صار التجول في شوارع مصر بدون قوارب أشبه بمحاولة الإنتحار غرقاً ،وأما إذا ما كنت من عشاق الحضارة فلا تتعجب إن رأيت أكواماً من القمامة في كل ركن من أركان البلاد فما هذه الأكوام إلا بذرة مشروع حضاري قومي ضخم حيث قرر أحفاد الفراعنة الإقتداء بأجدادهم وبناء أهرامات جديدة بطريقة مبتكرة تتناسب مع روح العصر وتطور الثقافة المكونة للمواطن المصري ،عزيزي ستزداد سعادتك عند زيارتك لمصر بلد السد العالي وكوبري ستانلي وقناة السويس القديمة والجديدة وصاحبة أضخم مشروع عالمي في “تكييف” جميع شوارع وأزقة وغرز البلاد ،تلك البلاد التي تمتلك شعباً رومانسياً من الدرجة الأولى وتماشياً مع تلك الرومانسية تقوم الحكومة بقطع الكهرباء يومياً حتى يتسنى للمواطنين الجلوس تحت أضواء الشموع في مشهد رومانسي مهيب أدامه الله على مصرنا الغالية تحت الحكم المدني ذو الخلفية العسكرية الرشيدة والممتد من 1952 وحتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ،وحتى لا أطيل عليك فإن مصر كما تعلم هي هوليوود الشرق إلا أنني أتوجه لك بنصيحة رقيقة أنه إذا صادفك رؤية مجموعة من الشباب يحملون فى ايديهم مجموعة من السيوف والاسلحة البيضاء لا تنخدع وتعتقد انهم يقومون بتمثيل فيلماً تاريخياً فتخطىء وتتوجه إليهم طالباً إلتقاط صوراً تذكارية معهم لأنك إن فعلتها فستصبح فى عداد المفقودين أو المقتولين أو ربما المتحرش بهم.

صديقي العزيز أتلهف لإستقبالك في المطار عند قدومك حاملاً في يديك كشافاً أو شمعة إنارة حتى أستطيع أن أقول لك وبدون أدنى مجاملة وبملىء الفم “نورت مصر”.

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *