أرشيفات الوسوم: الجيش

الأزمة المصرية .. المشكلة والحل

عامان مرا على قيام الجيش بالسيطرة على حكم البلاد بعد عزل الدكتور محمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية ،عامان سفكت خلالهما الدماء بلا حساب وفتحت خلالهما المعتقلات لتبتلع بين أقبيتها كل من عارض نظام حكم أقيم على فوهات المدافع ورصاصات الغدر والخسة ،وعلى الرغم من هذا كله إلا أن مظاهرات مؤيدي مرسي لم تتوقف بعد وإن قلت أعدادها عما كانت عليه في بدايتها.

متابعة قراءة الأزمة المصرية .. المشكلة والحل

التجنيد الإجباري بين الوطنية و”الوطنية”

حينما تولي محمد علي باشا حكم مصر في عام 1805 عمل علي تطوير “الجيش” والذي كان يطلق عليه “ديوان الجند” حيث تم اضافة السجلات والرتب العسكرية وقام بسن “التجنيد الإجباري” للمدنيين ،مرت السنوات وجاء عام 1879 حيث تم إنشاء أول نظارة “مجلس وزراء” في تاريخ مصر ضمت نظارة خاصة بالجيش سميت بــ “نظارة الجهادية” ،إستمر العمل بهذا الإسم حتى عام 1915 حيث تم تغيير مسمى النظارة إلى الوزارة وتحول إسمها إلى “وزارة الحربية” ،حتى جاء التوقيع على إتفاقية كامب ديفيد والتي تغير على إثرها مسمى الوزارة من “الحربية” إلى “الدفاع” في عام 1978.

متابعة قراءة التجنيد الإجباري بين الوطنية و”الوطنية”

ممر الموت “شركة مساهمة عسكربوليسية”

أرواح جديدة تصعد إلى بارئها ولكن هذه المرة خارج الحدود وتحديداً في ليبيا على يد تنظيم مجهول النشأة والهوية والإنتماء والتبعية ،جريمة لا تختلف كليةً عن جرائم القتل المنظمة التي تحدث يومياً بحق المواطنين داخل حدود البلاد فالقاتل واحد على مدار أكثر من ستين عاماً أصبح خلالها أرخص ما في البلاد أرواح مواطنيه ،فربما لو عدنا إلى الوراء إسبوعاً واحداً لرأينا رأي العين جريمة مكتملة الأركان من محرض وقاتل ومبرر ومحصن من العقوبة لكل من سبقوا ،جريمة في حق مستقبل هذه البلاد التي أصابها من التخلف والتأخر ما جعلها في مؤخرة الأمم عبر ستة عقود من الزمان تولى إدارتها مجموعة من المنتفعين والعملاء ممن لم يسعوا ولو مرة واحدة للعمل على رفعتها أو الإهتمام بمستقبلها قدر إهتمامهم بتثبيت أركان حكمهم فيها لجني القدر الأكبر من المكاسب.

لم تعد القضية الآن قضية إرهاب أو تطرف قدر ما أصبحت معاداة لكل ما هو حالم ،فلم يسمع العالم قط عبر تاريخه عنا قدر سماعه أخيراً عن فخر الصناعة المصرية في الوصم بالإرهاب ،فهنا يتهم بالإرهاب كل من تظاهر وخرج إلى الشارع في مسيرات تعبير عن الرأي ،يتهم بالإرهاب كل من آمن بالديمقراطية المصنعة أمريكياً ،يتهم بالإرهاب كل من تطرب أذناه لمحمد عبد الوهاب حينما تغنى بنشيد الجهاد ،يتهم بالإرهاب كل من دندن بأغنيات الحرية ولو على سبيل التسلية أثناء الإستحمام وهذا أضعف الإرهاب ،يتهم بالإرهاب كل من صلى أربع ركعات في المسجد أو لم يصليها وإكتفى بالصلاة على النبي عبر ورقة صغيرة يعلقها على الجدران أو زجاج السيارات ، وأخيراً وليس آخراً يتهم بالإرهاب كل من قرر الذهاب إلى ملعب من ملاعب كرة القدم لتشجيع فريقه ،ربما كانت تمثل تلك المباراة لهم الفرح بالعودة إلى المدرجات بعد غياب طويل ولكن أي فرح هذا الذي قد يسمح به تجار الموت ،فكيف يمر يوم عليهم ولم يتذوقوا دماء المصريين التي باتت مستباحة لهم ،شباب لم تتجاوز أعمارهم الثلاثين وأطفال لم تتخطى سنوات حياتهم الثامنة عشرة فبأي ذنب قتلوا غدراً وخسة ،هل أزعج الطغاة أهازيجهم ؟؟ هل أرق مضاجع عتاة الإجرام أحلامهم ببطولة ؟؟ هل أصبح إدمانهم لرائحة الدماء لا شفاء منه بعد أن فاق إدمان المخدرات ؟؟ هل وهل وهل ويظل السؤال الأكثر أهمية ملقياً بظلاله علينا هل تخطينا مرحلة تطهير الداخلية وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من المطالبة بقطع دابرها ؟؟؟.

إرتقى شهداء مجزرة الدفاع الجوي ،الذين لم يكونوا أول الشهداء ولن يكونوا آخرهم فسماسرة الموت يعملون بهمة ونشاط داخل البلاد وخارجها ولكن عزاؤنا الوحيد أن شهدائنا اليوم في رفقة أفضل من رفقتنا ودار خير من دارنا فدار حق وعدل وسلام ،فيما نظل نحن الأحياء الأموات رهينة بيد نظام دموي فاشي فاشل سيذكرهم التاريخ دائماً بالفشل في إقامة مشاريع تصب في فائدة المواطنين فلا ممر للتنمية أقاموا ولا ممر قناة السويس أفلحوا ،ولن يرتبط ذكرهم تاريخياً سوى بمشروع  ممر الموت “شركة مساهمة عسكربوليسية” كأكبر موردي الأرواح إلى الدار الآخرة فهي الصناعة الوحيدة التي أتقنوها ولن يكتب لهم الإستمرار في الحكم بدونها.

تحدي جردل الوحل

ليل نهار تُدَك غزة بقنابل جيش الإِحتلال الصهيوني ،يَبكيها العرب ويرفعون أكُف التضرع والدعاء إلى الله أن ينصر المقاومة كما إِعتادوا أن يفعلوا مُنذ إِحتلال فلسطين في أربعينيات القرن الماضي ،إلا أن هذا العام ظهر نوع جديد من العرب وحتى أكون دقيقاً هو نوع جديد من المصريين الذين يتراقصون مع كل غارة صهيونية ويصفقون مع سقوط الجرحى وإرتقاء الشهداء الفلسطينيين فرحين بإنتصار الصهاينة وهذا على الرغم من أنهم ليسوا من أبناء جِلدتهم ولا هم على نفس ديانتهم إلا أَنهم سلموا آذانهم وأعينهم وعقولهم إلى الإِعلام التابع لمخابرات جيش كامب ديفيد وكانت نتيجة تسليمهم لهذا الإعلام تغييبهم وتغيير معتقداتهم وسحق مبادئهم وإنتماءاتهم فبعد أن قر في وجدانهم وعقولهم على مدار عقود طويلة قول الرسول صلى الله عليه وسلم “مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر” تبدلت المعتقدات وأصبح ما يقر في عقولهم “أن مثل المسلمين كالأجساد المتناحرة إذا إشتكى إحداهم رقص الآخرون طرباً وفرحاً فيما أصاب الجسد الآخر” ،ولم لا يؤثر فيهم هذا الإعلام وهو من أقنعهم بوجود أسلحة نووية في إعتصام رابعة العدوية ،كما أقنعهم بوجود كرة أرضية أسفل أرضها وكذا أقنعهم بتخابر الدمية أبلة فاهيتا وسعيها لإسقاط البلاد وها هو على وشك إقناعهم بأن توم وجيري إخوة وليسوا أعداء وأن عدائهم في مسلسل الكارتون المشهور ما هي إلا خدعة مخابراتية لإسقاط مصر وجيشها. خلاصة القول أنه لا التعاطف مع غزة بالبكاء والدعاء يزيد المقاومة مقدار أنملة ويرفع عن العرب الحرج ،ولا الشماتة والرقص على أصوات القنابل الصهيونية سينتقص من المقاومة شيئاً يذكر ،أما على المستوى الدولي ومع التعاطف المذهل للشعوب الغربية ونجوم العالم في شتى المجالات مع مرضى “التصلب العصبي” من خلال تحدي “جردل الثلج” ربما نجد أنه من الواجب على جميع شعوب هذا الكوكب أن لا تدير وجوهها للقتل والدمار الحاصل بفلسطين فشهداء ترتقي من مختلف الأعمار من الجنسين بلا رحمة ولا شفقة والأجدر بتلك الشعوب وبهؤلاء النجوم أن يتعاطوا مع تلك القضية ولو بتحدي “كنكة الدم” .. أما شعوبنا العربية ونجومنا العرب من محبي التقليد الأعمى فالتعاطف مع الشعب الفلسطيني لا يقل أبداً عن التعاطف مع مرضى التصلب العصبي ،وعلى ما يبدو أن إستمرار تجاهل القتل والدمار في فلسطين وفرحة بعضنا بما يحدث لإخواننا هناك يدعونا جميعاً كعرب أن نتسابق سوياً من أجل شهداء فلسطين ومصابيها في “تحدي جردل الوحل” .