أرشيفات الوسوم: الثورة المصرية

الأزمة المصرية .. المشكلة والحل

عامان مرا على قيام الجيش بالسيطرة على حكم البلاد بعد عزل الدكتور محمد مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية ،عامان سفكت خلالهما الدماء بلا حساب وفتحت خلالهما المعتقلات لتبتلع بين أقبيتها كل من عارض نظام حكم أقيم على فوهات المدافع ورصاصات الغدر والخسة ،وعلى الرغم من هذا كله إلا أن مظاهرات مؤيدي مرسي لم تتوقف بعد وإن قلت أعدادها عما كانت عليه في بدايتها.

متابعة قراءة الأزمة المصرية .. المشكلة والحل

قصة ثلاثة وستون عاماً حكم فيها الجيش مصر

إبان إنقلاب يوليو 1952 كانت محاولات قادة الإنقلاب الحثيثة لتثبيت أركان حكمهم الوليد ،وعلى مدار العشر سنوات التالية لإنقلابهم إستخداموا العديد من الوسائل ففتحت المعتقلات للآلاف وقتل آلاف آخرون كما قاموا بصياغة مسرحيات عدة كمحاولة إغتيال عبد الناصر في المنشية والتي كان الهدف من ورائها هو تحويل قائد الإنقلاب آنذاك من مجرد العسكري محدود الفكر الغير صالح لممارسة السياسة إلى أيقونة ورمز يشار إليه بالبنان ،أو مسرحية حريق القاهرة والتي كان الهدف منها الخلاص من جماعة الإخوان المسلمين وهم من كانوا شركاء العسكر في إنقلابهم.

متابعة قراءة قصة ثلاثة وستون عاماً حكم فيها الجيش مصر

شخابيط قلم ثائر

إلى كل من أشبع آذننا قولاً بأن مصر ليست كغيرها من البلدان وحاول وأد ثورتنا في مهدها تحت دعوى أنه لن تقوم ثورة هنا ،وأن الثورة ليست الوسيلة المثلى للتغيير … إلى كل من حاول كسر إرادتنا بتكرار قولة أن المظاهرات والإعتصامات لن تستطيع إجبار مبارك على التخلي عن حكم البلاد رغماً عن أنفه … إلى كل من بغبغ ليل نهار عبر آلة الإعلام المخابراتية قائلاً إن هذا الشعب لن يصلح معه سوى رئيس عسكري وأن وصول مدني لكرسي الحكم في البلاد هو درب من دروب الخيال … إلى كل من دافع عن العسكر تحت دعاوى حمايتهم للثورة وعدم سعيهم للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد بل وأتهمنا بالعمالة تارة وبالبلطجة تارة أخرى لهتافاتنا في الميادين “يسقط يسقط حكم العسكر” … إلى كل من إعتبر نصحنا له كراهية وحرصنا على عدم ضياع مكتسبات الثورة إندفاع شباب وعدم خبرة وحينما حاولنا مخلصين مساعدته في تصحيح مساره المعوج كان رده الوحيد أن موتوا بغيظكم وكانت أنشودته المفضلة “7 سنين ومكملين” لم يُكتب له منها ولو فيمتو ثانية واحدة .

إلى جميع من سبق ذكرهم: نُسمعكم ولو صُمت آذانكم ،لم تمت الثورة بعد ولن تموت ،ولم ولن يستطيع كائناً من كان أن يطوعها لخدمة رغباته وتطلعاته ،قد نكون قد خسرنا جولة من الجولات إلا أن معركتنا على العيش والحرية والكرامة والتحرر من التبعية لم تنتهي بعد فلن تركع الثورة للبيادة العسكرية ولن تسجد لمن تاجر بالدين ولن تبيع نفسها في سوق النخاسة لمن يدفع أكثر من أرباب الفساد … إن ثورة الخامس والعشرين من يناير هي أفضل وأطهر وأنقى حدث مر على الدولة المصرية عبر تاريخها الطويل ، أفضل من السبعة آلاف سنة حجارة التي يتشدق بها المفلسون حضارياً .. أفضل من سد عالي عبد الناصر ،ومن إنفتاح السادات ،ومن كباري مبارك ،ومن خرم السيسي.

الثورة نور لن يطفأه فاسد ،فلتنتظروا موجة ثورية جديدة لن تبقي ولن تذر ،موجة ثورية لن تتراقص على نغمات نانسي عجرم “فتطبطب وتدلع” ،موجة ثورية ستستدعي روح الراحل العظيم روبسبير وتجتث رقاب الفسدة دون رحمة أو شفقة ،فقد تبين للثورة الصديق من العدو ،تبين لها من يستحق أن تمد إليه يداها وتدعمه ومن لا يستحق سوى أن تسحقه تحت قدميها .

إن الثورة وعد من الله لعباده المقهورين في الأرض على أيدي شياطين الإنس … إن الثورة دَينٌ في رقاب الأحرار حتى قيام الساعة لمن قدموا أرواحهم فداء للحرية والكرامة … إن الثورة حلم يداعب قلوب وعقول الأحرار ،كابوساً يؤرق مضاجع الطغاة … إن الثورة تقرباً من الإله … فكن ثائراً

كن ثائراً … فإن الأنبياء جميعهم ثوار 

كن ثائراً … مستمسكاً بعروة الأحرار

فالمجد كل المجد لشهيد ثورة أضحى مع الأبرار  

والعار كل العار لعدوها تعسُ لا يملك من أمره قرار

شخابيط قلم ثائر

الثورة المصرية بين مطرقة تيار “الإسلام الأمريكي” وسندان تيار “الإسلام الخليجي” (1)

لم تكن ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير 2011 وليدة لحظة بل سبقها العديد والعديد من التحركات الشبابية في الشارع وعبر وسائل التواصل الإجتماعي ولعل من الملاحظ أن التحركات المناهضة للحكم العسكري في مصر سواء كانت في الشارع أو عبر وسائل التواصل الإجتماعي كانت شبه خالية من حركات الإسلام السياسي التي تتخذ ذراعان إحداهما ما يطلق عليه الإسلام الوسطي (الإسلام الأمريكي) ويمثله جماعة الإخوان المسلمين ،والآخر هو الإسلام الوهابي (الإسلام الخليجي) وتمثله الحركة السلفية .

وبالنظر إلى الجماعة الأقدم وهي جماعة الإخوان المسلمين نجد أن الجماعة وخلال ما يقارب الثمانين عام من تأسيسها قد حادت كثيراً عن الطريق الذي رسمه المؤسس الإمام الشهيد/ حسن البنا فلم تخرج الجماعة طوال ستون عام تحت الحكم العسكري لمصر بمظاهرة واحدة ضد الحاكم العسكري للبلاد بداية من عبد الناصر مروراً بالسادات فمبارك وإكتفت الجماعة بمشاركة الأحزاب السياسية التابعة للجنة شئون أحزاب مبارك آنذاك فى معارضة النظام (بالصاد) مقابل ترك العسكر مساحات ضيقة لهم للعمل السياسي والخدمي فى النقابات أو المشاركة الهزلية فى البرلمانات المتعاقبة.

أما على الجانب الآخر كانت الدعوة السلفية الممولة من المملكة السعودية والتي تأسست تحت عباءة أمن الدولة لا تلقي بالاً للسياسة بل وتمتنع عن الحديث فيها وتلقى باللوم في سوء الأوضاع على المواطن المغلوب على أمره تحت دعوى بعده عن الله وتكتفي فقط بإفتاء الناس في نقض الريح لوضوئهم وتحريمهم خروج النساء من المنزل لغير الضرورة وتحريم عمل ودراسة النساء فى إطار نظرتهم الدونية للمرأة ورؤيتهم لها على أنها مجرد معمل تفريخ لذكور كل ما هو مطلوب منهم في الحياة من النظرة الوهابية ترك اللحى وتقصير الثياب وحفظ مجموعة من الكتب التي يسطرها مشايخ الدعوة من كبار السن وكان المقابل غض الطرف عن الأموال المرسلة إليهم من المملكة ومن بعض الدول الخليجية الأخرى.

وبين هؤلاء وأولئك وقعت الثورة المصرية في أكبر فخ تم نصبه لها فالفصيل الوسطي (المتأمرك) إتخذ كعادته الموقف المتميع منذ اليوم الأول للثورة  (الخامس والعشرين من يناير) وكانت تعليمات مكتب الإرشاد ترك الحرية للأعضاء بالمشاركة “كموقف معلن” ،فيما كان الموقف في الخفاء مخالف لذلك تماماً إذ كان الموقف هو ترك الحرية لمسئولي الشعب بالمشاركة من عدمه فقرر مسئولي بعض الشعب ترك حرية الإختيار لأبناء الشعبة في المشاركة من عدمه فيما حذر مسئولي بعض الشعب الأخرى أبناء شعبتهم من المشاركة في هذا اليوم بل وإتخذ بعضهم قراراً بعدم المشاركة وقاموا بتحذير من إتخذ قراراً مسبقاً بالمشاركة ،إلى أن بدأت الصورة في الإتضاح أكثر فأكثر وبدا للجميع أن الثورة باتت تسلك طريقها للنجاح فشاركت الجماعة بكامل قوتها وخلال أحداث الثورة كان للجماعة “كونها جماعة إصلاحية لا تعترف بالثورات كإسلوب في التغيير” اليد العليا فى إدخال بعض الممارسات الغريبة على الثورة بداية من الهتاف للجيش “الجيش والشعب إيد واحدة” الذي ما نزل إلى الشوارع والميادين إلا لحماية دولة العسكر من الإنهيار وإعادة ترميم جنباته التي بدأت في التصدع مروراً ببناء منصات خاصة بهم تحمل شعارات الجماعة والتحول من قيادة الجماهير بالهتافات الحماسية إلى قيادة الجماهير ببعض الأغاني التي يطلق عليها زورً الأغاني الوطنية وبدلاً من إستخدام الحناجر فى الهتاف أصبح إستخدام الأيدي فى التصفيق على إيقاعات الأغاني ،فيما كان على الجانب الآخر تنطلق فتاوى رموز الدعوة السلفية يميناً ويساراً نحو هدف واحد وهو دعوة الشباب لعدم المشاركة في الثورة على إعتبار أنها فتنة وأنه لا يجوز الخروج عن الحاكم (وإن إغتصبك) وكانت منابر الدعوة السلفية يوم جمعة الغضب 28 يناير 2011 تتبنى هذه الأفكار في توجيه الناس نحو الكفر بالثورة والرضا والإستمتاع بالإغتصاب المقنن للبلاد على يد العسكر ،وما إن تم خلع مبارك حتى بدأ التسويق الإعلامي لمشايخ الدعوة السلفية بإيعاز من أمن الدولة وهرعوا إلى تأسيس حزب سياسي سمى بحزب النور على الرغم من أن أدبياتهم المعلنة على مدار سنوات وسنوات قبل الثورة كانت البعد عن السياسة وعدم المشاركة فيها ولو بإبداء الرأي.

 

يتبع …….