زواج الصالونات والنهاية المحتومة

لم يكن أمام نايلون وبلابيعو سوى القفز من نافذتي غرفتيهما بمنزل المعلم خرطوشي بعدما كشفت لهما زوجتيهما سوسو وتوتو عن وجهيهما في “ليلة الدخلة”

في مشهد يعد أحد أبرز المشاهد الكوميدية المحفورة في ذاكرة السينما المصرية من فيلم “ليلة الدخلة” والذي مر عليه سبعة وستون عاماً تغيرت خلالها الأوضاع وتبدلت الأمور ما كان سيدفع الأقدار إن قدرت للسيناريست الراحل علي الزرقاني أن يعيش زماننا هذا للإستغناء نهائياً عن هذا المشهد واللجوء إلى مشاهد أخرى لمعالجة أزمة مفاجعة نايلون وبلابيعو بسوسو وتوتو ،كلجوء زوجة المعلم خرطوشي إلى مراكز التجميل المنتشرة في أنحاء البلاد لحقن العروستان بالسليكون لإبراز أشياء ما كانت لترى بالعين المجردة ،أو رش وجهيهما بالبودرة لإخفاء ملامح الوجه الدميمة ،أو رش أرجلهما بألوان داكنة تظهر أكثر مما تخفي ويطلق عليها “فيزون” في محاولة لــ “تجميل البضاعة وتوقيع العرسان” تماشياً مع النفاق المجتمعي السائد.

لتطل علينا مجموعة من الإستفسارات الحائرة ، فأكم من الشباب قد لجأ لمكاتب الزواج المنتشرة في أنحاء البلاد أو قام بمراسلة صفحة “الخاطبة” بإحدى الصحف القومية والتي تختص بنشر طلبات الزواج بعد يأسه وفشله في الحصول على شريكة حياته بطريقة طبيعية كسائر خلق الله في كل بلاد الله !!!

وبعد أن نُشرت عريضة طلباته الخيالية بالجريدة: ” شاب وسيم أبلغ من العمر 37 عام حاصل على مؤهل جامعي من أسرة متوسطة المستوى أريدها بيضاء على قدر من الجمال رشيقة القوام حاصلة على مؤهل جامعي تقدس الحياة الزوجية لم يسبق لها الإرتباط.” ،مستغرقاً في البحث عمن تبحث هي الآخرى عن نصفها الآخر : ” آنسة متوسطة الجمال بيضاء اللون ممشوقة القوام متدينة تبلغ من العمر 35 عام حاصلة على مؤهل جامعي تقدس الحياة الزوجية ،تريد الزواج من شخص متدين لا يقل عمره عن 45 عام لم يسبق له الزواج حاصل على مؤهل جامعي يقدس الحياة الزوجية وجاد في طلبه.” وبعد زواج دام عدة سنوات إنتقلت علاقتهما من منزل الزوجية إلى محاكم الأسرة !!!

وكم من الشباب يردد يومياً المقولة الشهيرة لـ “نايلون” (تعرف يا بلابيعو أنا مش عندي 32 سنة لكن عمري ما بوست حد ولا حد باسني) وكانت نهايته الدرامية بزواج صالونات من فتاة إكتشف يوم زفافهما أنها الأخت الكبرى لميكي ماوس بعد أن أغرق الكوافير وجهها بالبودرة المبيضة ونسى عن دون قصد أذنها السمراء.

إلا أنه وبعيداً عن جميع هذه التساؤلات ،فإن الحقيقة التي لا تقبل الشك أن ملايين الشباب في بلادنا فشلوا تماماً فيما نجح فيه نايلون وبلابيعو منذ أكثر من سبعة وستون عاماً بهروبهما من المصير المحتوم الذي إنتظرهما في ليلة دخلتيهما !!!

 

 

زواج الصالونات والنهاية المحتومة

تعليق واحد على

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *