ماذا قدم الشباب لمصر ؟ محمد صبحي يسأل ونحن نجيب

“إن أفضل من يحكم مصر هو الرجل العسكري” تلك هي المقولة الأشهر التي إعتاد المواطن المصري البسيط على ترديدها بالرغم من أن مصر لم يحكمها منذ بداية التراجع والإنهيار “على كافة الأصعدة” في عام 1952 وحتى يومنا هذا سوى “عساكر” بما في ذلك العام الوحيد الذي حكم البلاد فيها د.محمد مرسي “صورياً” كأول عروسة ماريونيت مدنية منتخبة.

غير أن حاكم البلاد “العسكري” في هذه الأثناء يختلف كثيراً عن سابقيه ،فالجنرال الحالي قرر الإعتماد في قيادته للبلاد على إستراتيجيات عسكرية جديدة تم تصنيعها محلياً كان آخرها إستراتيجية “غنيلي شوية شوية .. غنيلي وخد عينيا” تلك الإستراتيجية التي قرر الجنرال الشروع في تنفيذها محاولة منه لضرب عصفورين بحجر واحد ،الأول محاولة منه لإنقاذ الموقف بعد التسريب الأخير الخاص بـ “فلوس الخليج الي زي الرز” والذي أربك العلاقات المصرية الخليجية قليلاً ،والثاني هو الحصول على أموال خليجية جديدة في إطار سياساته الإقتصادية الهادفة “لرفع الإقتصاد” تزامناً مع السياسة الأمنية “لرفع المواطن” والسياسة الإجتماعية “لرفع الدعم” ليصبح الشعار الأصدق الذي يتوقع الجميع أن يرفعه الرئيس في الإنتخابات الرئاسية المقبلة “إن أقيمت” بإيدينا “نرفع” بلدنا.

“مصر قريبة” كان إسم الأوبريت الذي جمع العديد من مؤيدي النظام المصري في الوسط الفني على الرغم من أنه تناسى العديد والعديد من الأسماء المحسوبة على النظام فعلى سبيل المثال لا الحصر لم ينادي على الجسمي كما نادى الجسمي على الصعيدي والبورسعيدي قبيل الإنتخابات الرئاسية الماضية وإكتفى بأصوات بلقيس ونوال وفايز السعيد وبندر من دول الخليج العربي كما أنه أغفل أيضاً العديد من المنتمين لحقل التمثيل من المحسوبين على النظام وإكتفى بثماني عشر ممثل وممثلة ويعد من أبرز المنسيين الفنان محمد صبحي صاحب التساؤل الأكثر جدلاً في الأيام القليلة الماضية “ماذا قدم الشباب لمصر ؟!” هذا التساؤل الذي ربما ألمح إليه من منطلق أنه قدم لمصر الكثير والكثير كإختراعه لجهاز إستبدال البنزين بالمياه كوقود للسيارات في “العبقري 5” أو إرشاده عن عصابة تهريب المخدرات في “العميل 13” أو تحسينه لمواصفات رغيف الخبز في “هنا القاهرة” ونسى أو بالأحرى تناسى ما قدمه الشباب من أرواحهم وحرياتهم ودمائهم في سبيل السعي نحو حرية الوطن وتقدمه وإمتلاك قراره ،خسر أوبريت  “مصر قريبة” الأداء التمثيلي لصبحي وهو الأكثر جاهزية للقيام ببطولة الأوبريت من خلال شخصية “عايش شحاتة منافع” التي سبق وأن أداها في مسرحية ماما أمريكا ،ونجح صبحي بتساؤله في إحراز هدف يكسب به رضا النظام الحاكم ولكن على ما يبدو أن الهدف الذي أحرزه كان “بمؤخرته” تماماً كالهدف الذي سبق وأن أحرزه في فيلم “أونكل زيزو حبيبي”.

 

 

ماذا قدم الشباب لمصر ؟ محمد صبحي يسأل ونحن نجيب

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *